الأدب الحساني

صحراء أژوان  

يجهل اليوم جل شباب الفن الحساني العريق كنهه واسراره وخاصة اسرار الجانبة العاگر او صحراء اژوان كما يحلو لبعض متذوقي الفن  تسميتها لأتساعها و جهل خفاياها على اهل اليوم من ايگاون ، ورغم اصالتها و رسوخها فإن اصحاب هذ الفن لم يتعاطوا  معها على الاقل كضريراتها الكحلة والبيظة بل بقيت معزولة لايتذوقها الا القلة القليلة و لايعزفها الا فلان و فلان .

واتذكر سيداحمد ولد احمد زيدان حين هم بالمغادرة عن رفيقه المرحوم الرائد جدو ولد السالك ولد المختار ؛ قال له لا تذهب عني حتى تسجل لي ( بنض من الگنيدية ) و أيضا ذكر فقيد الفن  سيد احمد البكاي  ولد عوه  ان اول من عزف انوفل (كر لگنيدي) ولد بوعريف رجل من اولاد امبارك في عهد اعل بوسروال ، وان صح ما قاله ولد عوه رحمة الله عليه  فإن تاريخ لگنيديه  ليس بالقريب وان كان لا يبلغ مبلغ الكحله والبيظه ، هذا طبعا مع التطور الذي أضافه الفنان الكبير شيخنا ولد اباشه فقد اضاف لها اكحال سماه الموسطي .

ظلت هذه الجانبة عصية على العازفين و ساهم في ذلك كثيرا عزوف الاذن الجمعوي البيظاني عن سماعها ونرد ذلك العزوف الى سببين رئيسيين .

الاول : هو التشكيل الموسيقي او اللحن الذي اختصت به عن غيرها والايقاع الثقيل الذي تصدره ردات لگنيديه الذي يبدو انه لا يوافق المزاج الوجداني للكثيرين .

فعندما نمعن الانصات و نطلق للروح العنان لترتقي في فضاء الخيال الازواني في مقام فاغو لگنيديه (اشبار) فإن الاحساس الحماسي الذي نتعوده عند هذ المقام في مثيلاتها  يأتي فاترا الى درجة الهزول ومضطربا احيانا و غير منتظم مما يعكر أذن المستمع و روح المنشد فتخبت النفس .

ثانيا: عدم وجود انامل تتقن التلاعب بهذه الجانبة الاصيلة عزفا مما جعل البعض من الفنانين ينظر لها بدونية  الى درجة اسقاط الصفة الازوانية عنها بل يذهب البعض منهم الى التشكيك في وجودها اصلا في الموروث الزمني لأزوان والذي انتهى مع انتهاء إمارة اولاد امبارك .

وغير هذا و ذاك فإن لگنيديه حسب التحري الذي اجريناه معتمدين فيه على الشواهد والشهود ترجع في اصلها  الى الزمن الاصيل لكنها في المنشأ جاءت خصيصا كثراء ازواني فقط لتتطور شيئا فشيئا قبل ان يهجرها اهل الصنعة من هذا الفن العريق .

اليوم تكاد تجد من يستطيع الاجابة عن السؤال الوجيه لماذا لگنيديه عاگر  ؟ يعني لا اشوار لها ؟ و هل هي بيظة ام كحلة ! 

والحق ان السر في عقم لگنيدية امر صحي مرده طريقة عزفها فعندما يقوم ايگيو بدخول فتح انوفل ، لا يستطيع رفع اصبعه عن المهر نهائيا مما منعه من خلق اشوار و انحاي تكون ثراءا لهذه الجانبة .

ثالثا : لإستحالة عزف ارديف للظهوره يكون بمثابة تبياظ للظهر.

مثلا لا وجود لبياظ انوفل والسبب عدم القدرة على التبرام في الردات 

فجاءت الجانبة كلها من انوفل (كر لگنيديه) الى بيگي المخالف ( ابتيت لگنيديه) كحله كامله – ما فيه تبياظ – و ان كان بعض المتذوقين و اقول المتذوقين ، يقولون بالعكس فيعتبروها《 بيظة كاملة 》

والحقيقة  ان كل ( رده ) في ازوان تبدأ كحلة ثم تؤول الى ابياظ

وما دام يستحيل عزف ابياظها فهي كحلة كاملة .

وفي الاخير تبقى الگنيدية ثراء موسيقي بديع لايتذوقه الا من صال وجال وسكن بين لمهار و اتيشبطن

بقلم لكبير ولد باريك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى