الأمير عبد الرحمن ولد أسويد أحمد

هو الأمير عبد الرحمن ولد بكار ولد أسويد أحمد، المعروف بلقبه الشائع “الدّان ولد أسويد أحمد”.
وُلد في منطقة تگانت، وتحديدًا في الفَجّ، حوالي سنة 1882م. والده هو الأمير بكار ولد أسويد أحمد بن محمد بن امحمد شين بن بكار بن أعمر بن محمد بن خونا، ووالدته هي اتليله بنت جابله.
نشأ الدّان في كنف والدته متنقلاً بين آدرار وتگانت، إلى أن بلغ الثامنة من عمره، حين انتقل للعيش مع والده. تولى تربيته أخوه الأكبر عثمان ولد بكار، حيث تعلم على يده القرآن الكريم، والفروسية، والرماية. وقد أبدى قدرة ملحوظة على الاندماج والتأقلم مع إخوته الذين يُقال إن عددهم تجاوز الستين، وكانوا جميعًا من أمهات يُوصَفن بـ”النبيلات”.
عُرف الدّان، خلال فترة إمارته، بقوة إيمانه، وبراعته في إدارة شؤون الحِلّة، وحرصه على الحفاظ على الدين، إضافة إلى فطنته وصرامته في التعامل مع كل من يخالف أعراف وتقاليد مجموعة إدوعيش.
كان الشاعر ابفال ولد محمادو أقرب أصدقائه، وأكثرهم ملازمة له، كما كان شاعره المفضل، وقد خصّه بالكثير من المدائح، كما فعل غيره من فحول الشعراء أمثال: سدوم ولد آب، والشيخ ولد آب، وولد امني، وولد همدفال، وهمّام وغيرهم، وقد أغدق عليهم بالعطاء، مثلما كان يفعل مع غيرهم من الضيوف والمادحين.
مشاركته في مؤتمر ألاگ
شهد الأمير عبد الرحمن مؤتمر التأسيس في مدينة ألاگ، وقد قال فيه الشاعر همّام:
عند عن ذ من عرب الشان
و اهل الشان أوطلبة حسان
و اگطاطي لكْور و البيظان
وأهل العزم الي حصرت كور
يحصل منهم رأي المـا كـان
مـاهُ مـن سـوء التدبـور
والُ لمْـر ْ الْعبـد الرحـمـن
ول اسويـد احمد فلي دور
ويقول أيضًا:
عبد الرحمن اكبير الشان
ول اسويد احمد خوف انجور
فاغنـايَ واللّ شِ يشيـان
كولان يعكب عكس اغرور
أما الشاعر سدوم ولد آب، فقد قال في مديحه:
مرحبتي بيك اگبل مشيكومرحبتي بمجيك املي لول ذاك ومرحبتي بيكاملي فمجيك امولي
صفاته وشعره
تميّزت فترة حكم الدّان بالقوة، والحزم، والنبل، والعطاء. وكان يُعتبر “أمغني” وفق المفهوم التقليدي، ومن اشهر گيفانه:
ماگط امنادم بعد بين – البحرين إل الآن
واس جونابه ليلتين – من تجگجه كون آن
وله ايضا:
برور ك يالبيّ – فخبر قيد النيله
أوجب عاد اعلي – من برور اتليله
وله أيضًا:
حد امن المجريه – فاتت فيه اسريه
و امبكـر يالبـي – والعراد افعينيه
مروح للشمسـي – زين اعليه اتواسيه
ويل بمر القدير – گاع اعگب عَسْرْ اعليه
ألي صابح فالخير – كيف الي بايت فيه
بطولته ومقاومته
كان الدّان فارسًا همامًا، شجاعًا، قوي الشكيمة. شارك منذ صغره مع والده الأمير المجاهد بكار في مقاومة الاستعمار الفرنسي. وقد روى بنفسه، في تسجيل صوتي محفوظ، تفاصيل استشهاد والده في إحدى المعارك.
وفاته ورثاؤه
توفي الأمير عبد الرحمن ولد أسويد أحمد سنة 1982م، ودُفن في اديبيسه. وقد رثاه أحد ذويه بقوله:
امنين عند اديبيسه – اندار لمير ابگينه
لحزان ماهِ مقيسه – وامتان ذ الجو اعلين
كما رثاه الشاعر ولد الرباني بقوله:
إنـا لله وإن * إليه راجعون شان
لعرب والدين اخلعنّ *والجهاد امشاو امع الدان
رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه عن دينه وقومه خير الجزاء.