الشيخ: محمد ولد الشيخ احمد ولد آدّبه

نسبه ونشأته
هو محمد ولد الشيخ أحمد ولد آدبّه الكنتي البوسيفي.
أما والدته، فهي أخديجه بنت أمحمد ولد سيد احمد ولد احمد، رئيس أولا سيد حيبلل الكنتي.
ولد في نهاية القرن التاسع عشر الميلادي، حوالي 1897م ،وهو حليفة والده وشيخه الشيخ احمد ولد آدبه في حضرته الصوفية التي أسسها في كصر البركه ونقلها لوادي أنبط ، حيث استقر وعاش آخر حياته ، وتولى محمد زعامة كتاب “أهل آدبه ” المستقل ،التابع لدائرة تجكجة ،وتوفي محمد رحمه الله شتاء 1958- 1959 ،ودفن مع والده وشيخه : الشيخ احمد ولد آدبه ،في مدافن العائلة بأنبط – تكانت.
صفاته
كان رحمه الله:
- نحيفًا، متوسط القامة، ضعيف البنية، قوي الهمة والارادة.
- عالما، شيخ تربية، شاعر، بشقيه الفصيح والحساني.
- كريما جوادا، مجاب الدعاء، وجيها في زمانه.
- رحيمًا بالناس، ملاذًا للمظلومين والمستضعفين.
- مهاب الجناب، مصان الحِمى.
قال أحدهم، في زيارة لضريحه وهو سميه:
يمحمدّ للشيخ احمدْ
ولْ آدبّ، لَسَمْ انْحانيهْ
لَسمْ انْدورُ ماززْتْ الْحدْ
فاللّحْگَ -يالنّبيهْ – اعْلِيهْ
انْدورُ للْفتَحْ ابْلا كَدْ
واتْكاسيرْ اعمرْ واتْماحِيهْ
وَ انْدورُ منْ مُلانَ سدْ
دونْ أَلْمكارهْ نمْنعْ فيهْ
وَانـدورُ ، لَلِّ متْحدّدْ
نِيتُ شيْنَ ،يُدَكّمْ بيهْ
لَسَمْ انْدورُ ،يمحمدْ
والْحگَتْ اعْلِيهْ ،ؤُ متْنَگْلِيهْ.
تحصيله العلمي:
حفظ القرءان الكريم في فترة وجيزة، وتفقه على يد والده الشيخ احمد ولد آدبه، وكان في تحصيله العلمي الكثير من التيسير وخرق العادة، أقعده المرض بعد أن أجيز في القرءان الكريم في ستة أشهر، زهاء العقد من الزمن ،ليتفرغ لمكتبة والده ويتمهّر في شتى علوم عصره ، وسلك طريق الله ،حتى برزه الشيخ وشهد له بصلاح السيرة والسريرة ، يقول في تضرعه :
يقول في تضرعه :
قولكْ حقْ ؤ وَعْدَكْ لـــــــــَذَاكْ
صدَقْ ،ؤُ ذاكْ افلكتابْ انْجابْ
وَفْلكتــابْ آمــــــــــرتْ ابْدُعاكْ
وُوْعدتْ افلكـــــتابْ ابليجابْ
يا ربِّى لكْ بيكْ اتوســــــــــلتْ
و اتحصّنَتْ امْنَ الَكارَهْ و اتْ
يَقّنَتْ أَنِّى لَيْنْ اتْحَصّنَتْ
بيكْ امــنْ الكارَهْ عادْ اسرابْ
وُمْنْ اشْــقَابْ أَلِّ هايَنْ كنْتْ
بالِ رحتْ ،ؤُمــنْ كلْ اشقابْ
رحـــــــتْ، ؤُ ذاكْ البابْ أَلِّ فَتْ
درْتَكْ تفْتَحْلِ عـــنْ لسبابْ
اضْعفَتْ ؤُلكْ بيكْ اتـــــــــــوَجَّهَتْ
ياللهْ افتحْ لِ ذاكْ البـــــــابْ
اعــْدَمَتْ الشبـــابْ اتْيَقّنْتْ
أَنِّى زَادْ اعدمتْ الشبــــابْ
نَجْمُ غابْ، امنينْ اتْفَگَّدْتْ
اتْفَگَّدْتْ أَنُّ نجْمُ غــابْ
راصِ شابْ ؤُ بَمناتِ عـــــدتْ
واحْشَمَتْ امْنَنِّي راصِ شابْ
ماشِ طلاّبْ ؤُ لاَ سـَكّنَتْ
مـسْلَ فتْ ؤُ فاصلْ فحْجَابْ
لرْبابْ أَلِّ غَيْرَكْ فرَّطْتْ
افرجاهـــَمْ ، مـــا درَتْ اربـــابْ
دونَكْ -ماهِ صوابْ -اكعــــدْتْ
انحانِ ذَ الْگَلَتْ افلكتابْ
منْ ليجابْ أَلِّ بيـــهْ وُعَـــدتْ
مـــَزَلَتْ افـــْحَنْوِيّتْ ليجـــابْ
بيكْ ارجيتكْ يَگْرابْ افـصــــلَتْ
افليجــابْ ابجاهــــــكْ يَگْرابْ
يَلِّ كنتْ اقديـــــــمْ ؤُ مـزلتْ
امـــــْعَنّكْ — ما فيهاَ تَكْذابْ—
قولك حـــــق
و محمد ولد الشيخ أحمد ولد آدبّه، هو سلطان العارفين في الثقافة الحسانية، ألبس الله شعره لبوس قبول قل نظيره، قال عنه عميد الأدب الشعبي محمدن ولد سيد ابراهيم في كتابه “تهذيب الأفكار “: {… ولد آدبّ شاعر الأولياء وولي الشعراء، شعره لا يُفرّقُ الجماعة (لمحموله الأخلاقي)..}. قال:
رب بِيكْ اسألْتَكْ ضعِيفْ
ما نِنْكطْ سبَ كِيفْ الليفْ
نَكِيرة ما عنْدِ تعْريفْ
يا لطيفْ بْحالْ الضعافْ
فاتْ اضْعاف الجسْمْ وُنحيفْ
واكْيامِ بالسيْفْ وُننْحافْ
اللا بالتّسبافْ ؤُ بالسيْفْ
نكْعدْ كِيفْ اكْعادْ الزحافْ
يا نفْحتْ للْطافْ اسْرِ كيفْ
سَريانْ الطيفْ ابْلَلْطافْ
تاثيركْ يِنشافْ افلِخْريفْ
وُفالصيْفْ و فالمشْتَ ينْشافْ
للعبْد أَلِّ خافْ اتخاليفْ
لمْدايين يِجرٌ لكْلافْ
لا ننْضافْ الْشِ يالطيفْ
الضعيفْ اصْلولُ ينْضافْ
ومن اتْلافْ يِودِ لكْريفْ
عنْ لغْريفْ لْحوْمتْ لظيافْ
ماه بتشْفافْ و لا تطفيفْ
يا ربِ و الضيفْ ايلَ طافْ
و استضافْ انٌ ذاكْ الضيفْ
يجْبرْ شِ نظيفْ وُ لغْلافْ
يراهْ ولفْراشْ النظيفْ
يراهْ وُ لَحاصلْ لخْلافْ
بانكْ قادرْ مُولَ تصْريفْ
تَصًرَفْ فاعْبيدكْ تصْرافْ
بين الكافْ اجْعلْ حالِ زيْنْ
و النونْ بْحَرمتْ نونْ وُقافْ
ماه بْتسْياف و هو عينْ
اليقينْ امْرك دُونْ انكافْ
وُلا حاصلْ لخْلافْ انُ بَيْنْ
النونْ ايلَ رِدْتُ و الكافْ
كان مشاركا في محافل عصره السياسية والثقافية والاجتماعية والعلمية و الروحية.
أدبه وشِعره
عُرف محمد ولد آدبه بموهبته الشعرية المتقدة ،وإن غلب عليه الشعر الحساني وأشتهر به ، شهد له بذلك معاصريه ، وترجم له كل من ألّف في الشعر الحساني ، طُبع له ديوان ،جمعه وحققه المرحوم الدكتور حم ولد آدبه .
تناول في شعره أغراضًا متعددة:
- الدعاء والتوسل.
- الغزل والنسيب والبكاء على الأطلال.
- اجتماعيات.
من غزله:
ﻛﺎﺑﻠﺘﻚ، ﻭﺃﺑغﻴﺘﻚ، ﻭﺃﻣﺸﻴﺖ ••• ﻓﺎﺧﻼﻛﻚ ﻭﺃﻋﻄﻴﺖ ﺍﻟﺘﻠﻴﺖ
ﻓﺎﺧﻼﻛﻚ ﻣﺎﺑﻌﺖ ﺅﻻﻃﻴــﺖ ••• ﺳﺎﺭﺣـــﻪ ﺗﻤﻴﺖ ﺃﺑﻼ ﻋـــــﺎﺭ
ﻣﺎﻛﻠﺖِ ﻭﺍﺱِ ﻣـﺎ ﻭﺳــﻴـــﺖ ••• ﻣــﺎ ﻧگليت اﻓﻤﺴﻞ ﺗﻨــــــﺪﺍﺭ
ﻏﻨﻴﺖ ﺃﻋﻠﻴﻚ، ﺅﻻﺧــــﻠﻴـﺖ ••• ﺩﺍﺭ ﺃﻧــﺰﻟﺘﻴـــــــــﻪ، ﻭﺍﻟﻞ ﺩﺍﺭ
ﻛﻂ ﺃﻭﺧﻈﺘﻴﻪ، ﻣــــﺎ ﻏﻨﻴﺖ ••• ﺃﻋﻠــﻴﻪ ﻭﺃﻫــﺠﺎﺭﻙ، ﻭﺃﻣــﺮﺍﺭ
ﻟﻔﻈﻚ، ﺯﺍﺩ ﺃﻋﻠﻴﻬﻢ ﻃـﺒﻴـﺖ ••• ﻣـﺎ ﻟﺘﻬﻴﺖ ﺃﻓﻜﺜﺮﺕ ﻟــﺨﺒــﺎﺭ
ﻛـﻞ ﺃﻧﻬﺎﺭ، ﺇﻓــﻮﺕ ﺃﻋـــﻠــﻲ ••• ﺑﺎﻟـــﻌﻴﺐ ﺅﻟــﺨﻂ، ﻭبتـﻜـﺮﺍﺭ
ﺍﻟﺨﺎﺳــﺮ ﻳﻜـــــــﺎﻥ ﻓــــــﻲ ••• ﻳﺤــــﺮﺍﺭ ، ﺅﻓﻲ ﻣﺎ ﻳــــﺤﺮﺍﺭ
ومن نسيبه :
يشوي كنت البيظان آتجيك
تلهيك الگط آنگال آعليك
تحكيه آعليك اولا ناسيك
حد آيجيك آمن آحبابك كان
وتجيك الشبان وتبغيـــك
وفلغن تمسـيك الشبــــــان
وركاب أزوان تماسيــــــك
وعليك أتبكـــــــــر بزوان
وتبان الدنيا گلت فيــــــك
الدنيا محل النقصـــــــــان
وبلا مان وگلتها ذيــــــك
فيك صبرها، لافيك تبـان
لَمْ آلفيك آمن الغيظ سكت
عَتْ آفنوبه مگطوع آلسان
خوف يبان آنت ساهي عت
آسكت لاتبكـي لاتشيـــان
و من طللياته :
فيك اصديك إلَ شفت اطريك – لمراحل ووخظت امن الظيك
اللفريك ؤطيت اطوليك- فيه افلمتيمش تتنيمش
شوفة لمتيمش فيك اصديك – يَ العكل ؤهيَ لمتيمش
وامتيمش شوفة زاد افريك – اصديك افسهوت لمتيمش
و منه أيضا:
دمع العين اليوم ابـلا فيه – اجْـميل اعلَــــى سبّت لكـتيل
فرْظْ إيسيل و لگبيل اعليه – فرْظْ إيسيل ابلا فيه اجْــميل
تفكٌـاد الحلَّة سهَّـــــانِي – تجلاجُو عن بعْدْ أوطــــانِي
مانِي متفكٌـّد شِي ثـــانِي – واللَّى تايب لك ياالجــليل
احجل لِّي شِي ثانِي مانِــي – ناسيه اتفگَّدتُو ثــَــــقيل
دهر امْكٌيل الناس اتـْحانِي – حر الصيف إيفوت افلمكٌيل
لِكٌـْبيل افلِكٌصَر متكٌــانِي – هانِي ماهُو فالصيف ارْحيل
إيحانِي لخظـــــار و هاني – فالظل و متلاحكٌ لِكٌـْبيل
ابكــي لك يا العين أرانِي – طيتك لَذْن افتبكِي وِيسيل
دمع العين
وله في الإستسقاء :
يا أرحْمَ الراحمينَ
وجهك لك بيه اسْتشْفيْنَ
واسْتسْقيْنَ بيهْ اسْقِينَ
واعْطِينَ ياااااسَرْ منْ لرْزاقْ
يا رَزّاقْ اليومْ أمِينَ
وعْلينَ باسْمكْ يا رزاّق
أَجّلَّ ، وِ عَمْ اعْلينَ
ذاكْ التّجَلي، يا خلاّقْ
السَّبَعْ الطِّباقْ اغْنِينَ
يا خلاّقْ السَّبَعْ الطِّباقْ
عنْ شَرَگْ بْسارِيَّ زيْنَ
َ اخْشيْنَ يارب لَمْلاقْ
المذاقْ افْكَلْ امْدِينَ
وفْكَلْ ازْمِينَ ما ينْطاقْ
ؤُلاَ يرْتاقْ ابْذَ الْفيْدِينَ
وِ عَشِّينَ شوركْ يرْتاقْ
الْغيْثْ الدّفاّقْ إجِينَ
ما يحْيينَ كونْ الدّفّاقْ
لرزاقْ المُحَقَّ فسْماكْ
الْخلْقكْ .وادْعاكْ ابْلطْلاقْ
بالْعَشِيْ والاشْراقْ ادْعاكْ
حاجلُّ من ماكْ الْمَذاقْ
الْمذاقْ إدورُ مَنْ ماكْ
شِ ماهُ فاسْماك أَزَلاقْ
مساجلاته الأدبية
لا تُعرف له مساجلات أدبية ، وإن كان أرسل طلعه في سجال شهير بين أهل تكانت وأهل آدرار ،بعد أن ظن البعض أنه تدخّل في السجال ،ومدار الطلعه أن نفى عن نفسه نسبة شعر غيره اليه ،لإنفراد أسلوبه والتزامه بخصائص قيمية عددها في طلعته : قال ولد آدبه:
وكر اكشط ذاك اعليه الخط – ولل خط اعل وكر الخط
مستگبل كارد ذاك الشط – خط ألساني ماكط اخفاه
امع خط السان ؤلاكط – خط السان أخف زاد معاه
كارد شط ألا وحدو خط – ألساني من لغن فجواه
مانغلط فيه ؤلانشكط – فيه الحد الحمد لله
ؤوجه اغناي خوف اليرتد – افمقصد لحبابي واكفاه
مشيتو كانو يجبر حد – أطفاه ؤ لارَ حد أكفاه
كان رضي الله عنه ،يحب السماع ( أزوان )، ومدرسته الصوفية كذلك ،قال للفنان الكبير لوليد ولد أحمد ولد دندني :
ذالْگَلتْ ،ؤُذَلّي يالخباطْ
أخْبطْتْ امْعَ گلَتْ أمّلّي
إِليّعْنِي .غيرانَ باطْ
انْحكْ التلياعْ افجَلِّ
و يقول للفنانة كرمي منت الزملْ ( والدة المرحوم سداتي ولد آبه):
كنتْ امْعَ “سكْتوُ” فخْصارَ
وامنينْ امْشيتْ افْهواءِ
بسمَ اللهْ اعْلَ “لخْصارَ”
ي”گرْمِى ” خيْرُ لسْماءِ
وفاته
وتوفي محمد رحمه الله شتاء 1958- 1959، ودفن مع والده وشيخه : الشيخ احمد ولد آدبه ،في مدافن العائلة بأنبط – تكانت.


