سدوم ولد آبَّـه الكبير 1954-1891
نسبه و نشأته:
هو سدوم ولد محمادو ولد آب ولد الجيش ولد سدوم انجرتو ولد أعمر بن الطالب بن حسون، ووالدته منينه منت حمادي ولد أيده خوي ولد سدوم المختار.
ميلاده: ولد تقريبا سنة 1891 في الرشيد بتكانت وسط موريتانيا.
تربى في بيئة محافظة نهل من القرءان الكريم وعلومه وكان ماهرا سريع الحفظ مجودا، اخذ علوم التيدنيت ومرويات وتقاليد أسرته وتفقّه في مجتمعات المنطقة في بيت والده وتحت رعاية والدته وكانت سيدة مجتمع نبيلة عاقلة.
صفاته
كان رحمه الله:
• نحيفًا، طويل القامة، أسمرا، قويّ البنية، فطِنا.
• شاعرا مفلقا، فارسًا مقدامًا، شجاعًا، عاقلا، رشيق القوام.
• ليس بالبدين، صادق الوعد والقول.
• رجل مجتمع، كثير الأسفار.
• مهاب الجناب، مصان الحِمى.
وقد وصف نبوغه شاعر معاصر له، قائلًا:
سدوم ألا سدوم اليوم – لوّلْ ماعنو مُسوّلْ
وِلعاد الخالگ سدوم -أول هاذ هو لوّلْ
شعره وحياته
عاش سدوم ولد آبّ، شاعرا فاق أقرانه، طرق جلّ أغراض الشعر الحساني، وعُرف بقوة سبكه وجزالة لفظه، وتعدد صوره الشعرية وجمالها، وأبدع في ملاحم أتهيدين حتى ذكّر بجده سدوم انجرتو صاحب الديوان الكبير، وهو الذي أرسى أسس مدرسة أهل انجرتو ذائعة الصيت والمتميزة، فواصل الحفيد ما بدأه الجد، وفتح بأتهيدينه وعلاقاته مساحات جديدة لم يصلها سدوم انجرتو وصار الجد يعُرّف بالحفيد فيها، وكفي الحفيد دورا أن ينوب عن الجد العظيم، ديوان الحسانية وعنوانها.
قضى جلّ حياته في تكانت تزوج ابنة خاله منينه منت ولد أبيبو ولد حمادي ولد أيده خوي، ومدح قبائلها و اعيانها
وعاش العشرون سنة الأخيرة من عمره في آدرار ونسج علاقات قوية بأهله وأهل تيرس واينشيري..
أبدع سدوم ول آب أيما إبداع وكان قاموسه الشعري ثريّا، وتميز شعره بالحكمة ورجاحة العقل وبتوظيف الثقافة العربية الإسلامية الأصيلة
نماذج من أدبه:
اتهيدينة “أنَّ”
احن كان اطنبن فالشكرْ//الزين اللّي سافر عنّ
شكْرْ إشيع افلبحر والبر//الْكنتَه واخسر فيه انّ
همْ أُكمْ امن اوجه كشر // مُوجب لمْوجَّبها منّ
ظاهرْ من هاذ كاع اظهرْ // وازين زاد إلا لُ كنّ
وأَلا ذاك اللي مقدر //احن ماه أللي عدلن
لمرْ ،التعدال المول لمرْ // احن لمرْ اصل ماه انَّ
ذاك ألخبر فات أُحرر // منّ واحن والله دنّ
كاع انكول ذاك الخبرْ //فامنين الموجب باح انَّ
كنْتَه گلعون من مغفر // من عند ابتداي اولن
لانتهاي التالي لوخر // احن هاذ واوايلن
كنت ماهم محل انظر // هوم گاع ابلد منزلن
فانهارات إريف والحر //وابلد عيشتن واهلن
كأما قال في أمير تكانت عبد الرحمن ول بكار :
بانلكم عن عبد الرحمن -ييدوعيش ألا حد إبان
معلوم وذاك إدور إبان -اعلنّو لذاك املي
حامل ثقلات اهل ازوان -لهل ازوان ومتولي
لزوان ولهل الزمان-ات وخم اهل التولي
ولاهُ مُقلّ كيف افلان – ولاهُ كيف افلان امقلّ
وجيبو مايعلوه الشبان -وذاك اعل الشبان إعلّ
ومن من ارع ما ابدع مدح عبد العزيزولد الشيخ محمد المامي الباريكي :
زر كويدس گال حد.. مجدوب ولاعندو م
وابعيد من الم غير بعد .. عندو خيمة معلومة…
خيمة عبد العزيز جر… الدهر وتكلاب اصْبر
ورفود الوغرة واصمر.. فاسمع شيعة متمومة
ذاك الشيعته مايظر…. وأعل سمعُ مخدومة
شاعر لجاها ينتظر.. ذاك يجيها يتلومَ
مايخطيه آرج ينجبر.. أبيظ ناعم يتموْم
واللّ شي صرّة تنتتر.. للعار ولو ملمومة
للي غيرو ما تنذكر… واللّ عشرة معلومه
منحورة ول زاد مر…كوبة ول مخزومة.
*
اتهيدينته “آبيْليكَ” ومطلعها:
أتوجهّتْ أبجاهْ سيدْ المرسلين ْ – محمد شفيعْنَ ؤُنذيرْنَ أفْذَ انهارْ
……. …….
رفع الشانْ الْعنْدكْ والزّنْدْ لمْتينْ – سداد الْمانْ لمّونكْ امْعَ الجّارْ
سيد ولد الشيخْ ذاكْ الرايسْ اظمينْ – ولْ سيداتي ؤولْ سيد احمدْ ابلفخارْ
ؤولْ حمّدْ غوث لمْروّ والدينْ – خيمت راص لكلام من كنت َلكبارْ
*
و من أروع إبداعاته، ملاحمه الشهيرة في قبيلة اركيبات منها “لعريظه ” ومطلعها:
آنَ كان كلت التمجاد – لكبير ألّ ماه تسيافْ
واتهيدينت “دبّيتَ” ،و مطلعها :
ايبلْ قبايلْ سيداحمدْ – نجع اركيْبْ ألِّ تجمعها
كافْ ؤُ قافْ ،اجماعتْ مقصدْ – مبدأْ لمورْ ؤُ مرجعْها
واتهيدينت “أجْملْ” ،ومطلعها :
يجملي لاتفترْ بشّورْ – خلّ عنّكْ ذاكْ التّخمامْ
ذاكْ التّخمامْ افْطنْ محكورْ – وانتَ مزال أوراكْ العامْ
ردْ ازْمامْ أموركْ، لمورْ – الْمقْدورْ ؤُزَمّمْ بزْمامْ
عنْ ما خالك كون الْمقْدورْ – ؤُعنْ هاذَ ماهُ خالكْ تامْ
وَنْ أخيامْ اركيَبْ أَلّ إِدورْ – حدْ إشيفَرْ كانْ أبْلخْيامْ
يجبرْ فيهم كدْ الْمدْيورْ – منْ مجموعْ الْهمْ أَلّ هامْ
مسْخِي بيهْ ،ؤزيْنْ ؤُمجبورُ – و اكبيرْ ؤُلاهُ بالتّرمامْ
كفّاوْ أمن أمْكافَ لكًصورْ – ………
وله فيهم أيضا اتهيدينت “الرادْحَه” :
عفاكْ يقبيلتْ العهَدْ الْمعْهودْ – و اصْبرْ واتْمعْليمْ واطروحْ لخْلكاتْ
زوّازينْ أجهودْ توْ اعكيدْ اجْلودْ – بالمالْ ؤُ لنْفاسْ للموتْ والغاراتْ
وفاته
عاش سدوم قرابة 63 سنة ودفن بمدفن أولاد ميجه بأطار
رحمة الله عليه .
